بعد إعادة المغرب لمواطنيه من مليلية.. الحزب الشعبي يطالب بـ"المعاملة بالمثل"
لم ينتظر الحزب الشعبي اليميني، الذي يقود المعارضة البرلمانية في إسبانيا، طويلا لاستغلال عملية إعادة 200 مواطن مغربي كانوا محاصرين في مليلية إلى بلادهم، وهي العملية التي تمت بتنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية أمس الأحد، حيث طالب الحكومة الإسبانية بدعوة نظيرتها في الرباط إلى "المعاملة بالمثل" من خلال السماح لمواطني المدينة المحتلة بالعودة إلى ديارهم.
واعتبر الحزب الشعبي اليوم السبت، من خلال البرلمانية صوفيا أسيدو، أن فتح الحدود البرية بمنطقة بني أنصار أمس الجمعة من أجل السماح بعودة المواطنين المغاربة العالقين، لم يفد في شيء سكان مدينة مليلية العالقين على الجانب المغربي منذ صدور قرار إغلاق الحدود البرية في 13 مارس الماضي، معتبرة أن المغرب كان هو المستفيد الوحيد من اتفاق أمس.
ودعت البرلمانية الإسبانية وزارة خارجية بلادها إلى التنسيق مع المغرب من أجل تنظيم عملية إعادة أعداد كبيرة من مواطني مليلية إلى مدينتهم، موردة أن هؤلاء سبق أن راسلوا رئيس الحكومة المحلية ومندوب الحكومة المركزية قبل أسابيع دون أن تتم الاستجابة لهم، لذلك اعتبرت أن "حكومة بيدرو سانشيز صارت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بدعوة الرباط إلى فتح ممر إنساني للسماح بعودة العالقين وإنهاء العديد من الحالات المأساوية التي استمرت أكثر من شهرين".
وكان المغرب قد بدأ أمس أولى عمليات نقل مواطنيه العالقين، والتي همت 200 عالق في مليلية، حيث نُقل هؤلاء عبر الحافلات من المدينة المحتلة إلى معبر بني أنصار ثم اتجهوا مباشرة نحو مدينة السعيدية حيث سيخضعون للحجر الصحي للتأكد من عدم حملهم لفيروس كورونا، وهو الإجراء الذي قامت به الرباط بعد العثور على جثة سيدة تبلغ من العمر 34 سنة متوفاة داخل مركز للإيواء.
وكانت السلطات الإسبانية قد اقترحت على مواطني مدينتي سبتة ومليلية العالقين في المغرب تسجيل أنفسهم في رحلة جوية انطلقت من مطار الدار البيضاء إلى مطار مدريد يوم 7 ماي، وهو ما رفضه هؤلاء بسبب التكلفة العالية للرحلة التي تنطلق من 200 يورو بالإضافة إلى طول المسافة، حيث كان على معظمهم الانتقال من شمال وشرق المغرب إلى الدار البيضاء ومنها إلى مدريد قبل التوجه إلى المدينتين المحتلتين، في الوقت الذي يمكنهم فيه دخولهما بسهولة عبر المعابر البرية لو توصلت حكومة بلادهم لاتفاق مع نظيرتها المغربية.